بسم الله الرحمن الرحيم...
خلق الله العقول وجعل التفكير فيها لكي يستطيع الإنسان أن يتكيّف مع بيئته التي يعيش فيها
فباستخدامه لعقله يستطيع أن .....
يفرق بين الذهب الخالص والنحاس المطلي بالذهب
أما إذا سلم عقله لغيره فإنه سيصبح آلة جامدة ...
سيفقد كل ما يملكه من أحاسيس وشعور ...
بل إن هناك من الجمادات ما يملك إحساسا وشعورا أكثر من البشر...
فالترمومتر مثلا يحس باختلاف درجات الجو...
فيقيسها لدقة حساسيته ...
بينما نجد البعض منا لايحس ولايحسب عواقب الأمور ...
فإذا أراد الواحد منا أن يمشي في موكب المتزوجين....
ليكمل نصف دينه اعترته حالة كأنها صدمة كهربائية...
فأدخل عقله في زاوية ضيقة وراح يستعين بعقول يسوقها الجهل والتعصب....
فبدلا من أن يعينوه على سعادته وراحته...
أخذوا يتعاونون عليه ظنا منهم ...
مع تسليمنا بحسن النية لهم وحب الخير له ...
بأنهم سيجعلون من حفلة زفافه ليلة قمرية لم تشهد الأرض مثلها....
وهذا ما يخيل إليهم في عقولهم ولم يدركوا أنهم مهما صنعوا له....
لن يخرقوا الأرض ولن يبلغوا الجبال طولا....
فراحوا يكلفونه مالا يطيق وهو ....
في شدة وضيق يعاني ويتألم ولايتكلم ويكونون بذلك قد خرجوا به من باب ...
(لايكلف الله نفسا إلا وسعها) إلى باب (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين)
وكانوا بذلك يطبقون عليه قانون إبليس (يخربون بيوتهم بأيديهم)..
وكل ذلك من أجل أن ترتفع بين الناس منازلهم وأقدارهم ...
على حسابه بعد أن هدموا شبابه وكلفوه مالا يطيق
فتنظر إليه من أول ليلة وكأنه من بقايا أهل الكهف ...
قد أناخت عليه الديون وهدت شبابه...
فيضطر إلى أن يأخذك جانبا ويسألك قليلا مما عندك...
ليستعين به على باقي ليلته تلك ....
فتظن أنه يزهد فيما يملك ويشتهي مالايملك...
فيخبرك أنه جائع وماله ضائع ...
حيث لم يترك له أحد شيئا فتخبره...
أن في الناس عاقلا ومجنونا ...
فماذا صنع جنونك بمالك وحالك؟..
فيخبرك ان لله في خلقه شؤون فيتركك..
فجأة ويسارع إلى ختام ليلته وهو ينظر إلى المغادرين ...
وهم يسيرون في ركاب المفقودين ترافقهم دعوات المظلومين...
تحياتي وخالص احترامي"
